-->

قصص اطفال طويله

 قصص اطفال طويله 
قصص اطفال طويله
قصص اطفال طويله



قصص اطفال طويله هي قصص متنوعة و شيقة طويلة و ليست قصيرة تساعد الطفل القارئ على تنويع أفكاره و تطوير معارفه و تنوير مخيلته لأنها قصص مليئة بالمواقف الإيجابية و العبر التي يحتاجها الأطفال في تطوير شخصيتهم.
لذلك نقترح عليكم ثلاث قصص اطفال طويله من ثقافات مختلفة نتمنى أن تنال إعجابكم.


قصص اطفال طويله و شيقة

قصة أندروكلس و الأسد الوفي

كان في روما عبدٌ فقيرٌ اسمه أندروكلس. كان سيده قاسيًا جداً معه لدرجة أن أندروكلس هرب في النهاية.

اختبأ في غابة برية أيامًا عديدة، لكن لم يجد طعامًا، فضعف ومرض حتى ظن أنه سيموت. في أحد الأيام، تسلل إلى كهف واستلقى، وسرعان ما غلبه النعاس.

بعد برهة، أيقظه ضجيجٌ عظيم، دخل أسدٌ الكهف، وكان يزأر بصوتٍ عالٍ، خاف أندروكلس خوفًا شديدًا، إذ كان متأكدًا من أن الوحش سيقتله، لكنه سرعان ما رأى أن الأسد لم يكن غاضبًا، بل كان يعرج من قدمه حيث كانت تؤلمه بشدة.

تشجع أندروكلس فأمسك بمخلب الأسد الأعرج ليرى ما الأمر، وقف الأسد ساكنًا، وفرك رأسه بكتف الرجل، وبدا وكأنه يقول:

"أعلم أنك ستساعدني."

رفع أندروكلس مخلبه عن الأرض، فرأى أنه شوكة طويلة حادة تؤلم الأسد بشدة، أمسك طرف الشوكة بين أصابعه، ثم سحبها بقوة وسرعة، فخرجت، فشعر الأسد بالإرتياح و الفرح، قفز كالكلب، ولعق يدي وقدمي صديقه الجديد.

ولم يعد أندروكلس خائفًا على الإطلاق بعد هذه الواقعة؛ وعندما حل الليل، استلقى هو والأسد وناما جنبًا إلى جنب.

لفترة طويلة، كان الأسد يجلب الطعام إلى أندروكلس كل يوم؛ وأصبح الاثنان صديقين حميمين، حتى أن أندروكلس وجد حياته الجديدة سعيدة للغاية.

في أحد الأيام، وبينما كان بعض الجنود يمرّون عبر الغابة، عثروا على أندروكلس في الكهف. عرفوه، فأعادوه إلى روما.

كان القانون في ذلك الوقت أن يُجبر كل عبد يهرب من سيده على قتال أسد جائع، فحُبس الأسد  الشرس لفترة من الوقت دون طعام، وحُدد وقت للقتال.

عندما جاء اليوم، احتشد آلاف الناس لمشاهدة المباراة، كانوا يذهبون إلى أماكن مشابهة آنذاك لما يذهب إليه الناس اليوم لمشاهدة عروض السيرك أو مباريات البيسبول.

فُتح الباب، وأُدخل أندروكلس المسكين، كاد أن يموت من الخوف، إذ كان زئير الأسد مسموعًا، رفع رأسه، فرأى انعدام الشفقة في آلاف الوجوه المحيطة به.

ثم اندفع الأسد الجائع، بقفزة واحدة وصل إلى العبد المسكين، أطلق أندروكلس صرخة مدوية، لا خوفًا، بل فرحًا، كان صديقه القديم، أسد الكهف.

امتلأ الناس، الذين كانوا يتوقعون رؤية الرجل مقتولاً على يد الأسد، بالدهشة، رأوا أندروكلس يلف ذراعيه حول عنق الأسد؛ ورأوا الأسد يرقد عند قدميه ويلعقهما بحب؛ ورأوا الوحش العظيم يفرك رأسه بوجه العبد كما لو كان يريد أن يُدلله، لم يفهموا معنى كل هذا.

بعد ما وقع، طلبوا من أندروكلس أن يُخبرهم بالأمر، فقام أمامهم، ووضع ذراعه حول عنق الأسد، وروى كيف عاش هو والوحش معًا في الكهف.

 قال؛
"أنا رجل"، "ولكن لم يصادقني أي رجل قط، هذا الأسد المسكين وحده كان لطيفًا معي؛ ونحن نحب بعضنا البعض كإخوة."

لم يكن الناس سيئين لدرجة أن يعاملوا العبد المسكين بقسوة. صرخوا: "عش وكن حرًا!". "عش وكن حرًا!"

وصاح آخرون: "أطلقوا سراح الأسد أيضًا! أعطوا كليهما حريته!"

وهكذا أُطلِقَ سراح أندروكلس، ووُهِبَ له الأسد، وعاشا معًا في روما لسنواتٍ طويلة.


قصة الدببة الثلاث

كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك ثلاثة دببة، يعيشون معًا في منزل خاص بهم، في الغابة،  دبٌ صغيرٌ، و دبٌ متوسط ​​الحجم، و الآخر دبٌ كبيرٌ، كان لدى كل منهم وعاء للعصيدة؛ وعاء صغير للدب الصغير؛ ووعاء متوسط ​​الحجم للدب المتوسط؛ ووعاء كبير للدب الكبير. 
وكان لدى كل منهم كرسي للجلوس عليه؛ كرسي صغير للدب الصغير؛ وكرسي متوسط ​​الحجم للدب المتوسط ​؛ وكرسي كبير للدب الكبير. وكان لدى كل منهم سرير للنوم؛ سرير صغير للدب الصغير؛ وسرير متوسط ​​الحجم للدب المتوسط ؛ وسرير كبير للدب الكبير.


في أحد الأيام، بعد أن حضّروا العصيدة لإفطارهم، وسكبوها في أوعية العصيدة، خرجوا إلى الغابة في انتظار أن 
تبرد العصيدة ، حتى لا يحرقوا أفواههم، لأنهم كانوا دببة مهذبين و ذي تربية حسنة. وبينما كانوا بعيدًا، مرت فتاة صغيرة تُدعى سعاد، كانت تعيش في الجانب الآخر من الغابة وقد أرسلتها والدتها في مهمة، بالمنزل، ونظرت من النافذة، ثم اختلست النظر من ثقب المفتاح، لأنها لم تكن فتاة مهذبة على الإطلاق. حيث أنها عندما لم ترى أحدًا في المنزل رفعت المزلاج. لم يكن الباب مغلقًا، لأن الدببة كانت طيبة، لم تؤذِ أحدًا، ولم تشك أبدًا في أن أحدًا سيؤذيها. لذا فتحت سعاد الباب ودخلت؛ وكانت سعيدة للغاية عندما رأت العصيدة على الطاولة، لو كانت فتاةً حسنة التربية، لانتظرت حتى تعود الدببة، وربما لدعوها لتناول الفطور معهم حينها؛ فهم دببةٌ طيبون - فظّون بعض الشيء، كما هي عادتهم، لكنهم مع ذلك طيبوا القلب وكرماء مع الضيوف. لكنها كانت فتاةً وقحةً و غير مهذبة، فبدأت تُساعد نفسها فقط.

في البداية، تذوقت عصيدة الدب الكبير، فكانت ساخنة جدًا بالنسبة لها. ثم تذوقت عصيدة الدب المتوسط، فكانت باردة جدًا بالنسبة لها. ثم ذهبت إلى عصيدة الدب الصغير، وتذوقتها، فلم تكن ساخنة جدًا ولا باردة جدًا، بل كانت مناسبة تمامًا، وأعجبتها كثيرًا لدرجة أنها أكلتها كاملةً، تمامًا!

ثم جلست سعاد 
على كرسي الدب الكبير لتستريح لأنها كانت متعبة، إذ كانت تصطاد الفراشات بدلًا من أن تركض لقضاء مهمتها، لكن ذلك كان صعبًا عليها. ثم جلست على كرسي الدب المتوسط، وكان لينًا جدًا عليها. لكن عندما جلست على كرسي الدب الصغير، لم يكن قاسيًا ولا لينًا ، بل كان مناسبًا تمامًا، فجلست عليه، و تمادت في الجلوس حتى انشق الكرسي و انكسرت رجلاه، وسقطت على الأرض؛ وهذا ما أغضبها بشدة، لأنها كانت فتاة صغيرة حادة الطباع.

الآن، وقد عزمت على الراحة، صعدت سعاد إلى غرفة نوم الدببة الثلاثة. واستلقت أولًا على سرير الدب الكبير، لكنه كان مرتفعًا جدًا عن رأسها. ثم استلقت على سرير الدب المتوسط، وكان مرتفعًا جدًا عن قدميها. ثم استلقت على سرير الدب الصغير، ولم يكن مرتفعًا جدًا عن رأسها ولا عن قدميها، بل كان مناسبًا تمامًا، فغطت نفسها، واستلقت هناك حتى غلبها النوم.

بحلول ذلك الوقت، ظنّ الدببة الثلاث أن عصيدتهم ستكون باردة بما يكفي لتناولها، فعادوا إلى المنزل لتناول الإفطار، بينما تركت سعاد بإهمالها ملعقة الدب الكبير في عصيدته.

قال الدب الكبير بصوته الكبير الخشن والأجش.
"لقد تذوق أحدهم عصيدتي!"

ثم نظر الدب المتوسط  إلى عصيدته ورأى الملعقة عليها أيضًا.

"قال الدب المتوسط بصوته المتوسط:

"لقد أكل أحدهم من عصيدتي!"

ثم نظر الدب الصغير إلى وعاء العصيدة، وكانت عليه الملعقة،وقال: لكن عصيدتي  اختفت بالكامل!

"لقد تناول أحدهم  عصيدتي، وأكلها كلها!"

عندها، رأى الدببة الثلاثة أن أحدهم دخل منزلهم وأكل فطور الدب الصغير، فبدأوا ينظرون و يبحثون من حولهم، لم تكن سعاد المهملة، قد وضعت الوسادة في مكانها عندما نهضت من كرسي الدب الكبير.

"لقد كان شخص ما يجلس على كرسيي!"

قال الدب الكبير بصوته الكبير الخشن والأجش.

وكانت الفتاة المتهورة قد جلست على الوسادة الناعمة للدب متوسط ​​الحجم.

"لقد جلس شخص ما على كرسيي!"

"قال الدب متوسط ​​الحجم بصوته المتوسط ​​.

أما  الدب الصغير ف
قال بصوته الصغير.

"لقد جلس شخص ما على كرسيي، وملأ القاع بالكامل!"

ثم رأى الدببة الثلاثة أنه من الأفضل لهم البحث أكثر خشية أن يكون لصًا، فصعدوا إلى غرفة نومهم، والآن سحبت سعاد وسادة الدب الكبير من مكانها.

"لقد كان هناك شخص مستلقي في سريري!"

قال الدب الكبير بصوته الكبير الخشن والأجش.

وسحبت جولديلوكس وسادة الدب المتوسط ​​الحجم من مكانها.

"لقد كان هناك شخص مستلقي على سريري!"

"قال الدب متوسط ​​الحجم بصوته المتوسط .

لكن عندما أتى الدب الصغير لينظر إلى سريره، وجد الوسادة في مكانها!  

وكان هناك رأس سعاد الأشقر  الذي لم يكن في مكانه، لأنه لم يكن لها عمل هناك.

قال الدب الصغير بصوته الصغير.
"يبدو ،أن أحدهم مستلقيًا على سريري، وها هي لا تزال فوقه!"

سمعت سعاد في نومها صوت الدب الكبير الأجش، الخشن، والقوي؛ لكنها كانت نائمة لدرجة أنه لم يكن بالنسبة لها أكثر من هدير الرياح، أو هدير الرعد. وسمعت صوت الدب المتوسط ​​الحجم، لكنه كان كما لو أنها سمعت شخصًا يتحدث في حلم، ولكن عندما سمعت صوت الدب الصغير كان حادًا وقويا لدرجة أنه أيقظها على الفور، ففزعت، وعندما رأت الدببة الثلاثة على جانب واحد من السرير، انزلقت بنفسها من الجانب الآخر، وركضت نحو النافذة، حيث كانت النافذة مفتوحة، لأن الدببة طيبون و منظمون، مثلها عندما كانت تفتح نافذة غرفة نومها دائمًا عندما تستيقظ في الصباح، فقفزت سعاد الصغيرة المشاغبة والخائفة؛ وسواءٌ انكسرت رقبتها عند السقوط، أو ركضت إلى الغابة وتاهت هناك، أو وجدت طريقها للخروج منها وتلقّت الضرب لكونها فتاةً سيئةً وتغيبت عن المدرسة، فلا أحد يستطيع الجزم بذلك. لكن الدببة الثلاثة لم يروا شيئًا آخر منها.

.

قصص اطفال طويله و جميلة

قصة زيد و شجرة الفاصوليا العجيبة

في قديم الزمان، عاشت أرملة فقيرة مع ابنها الوحيد زيد، في صباح أحد الأيام، طلبت منه والدته أن يأخذ بقرتهما إلى السوق ويبيعها، إذ لم يبقَ معهما مال، في الطريق، التقى زيد برجل عجوز فضولي عرض عليه خمس حبات من الفاصوليا السحرية مقابل البقرة، أقسم الرجل أنها ستجلب لزيد ثروة طائلة. وثق زيد بوعده، فسلم البقرة وركض إلى منزله حاملاً جائزته.


لكن عندما رأت والدة زيد الفاصوليا، استشاطت غضبًا و صرخت: "يا لك من أحمق! لقد استبدلت بقرتنا الوحيدة بحفنة من الهراء!"، في نوبة غضب، رمت الفاصوليا من النافذة، ثم ذهب زيد إلى فراشه حزينًا وجائعًا.

عندما بزغ الفجر، نظر زيد من النافذة، ورأى منظرا غريبا و عجيباً، بين عشية وضحاها، نبتت الفاصولياء ساقًا شامخة امتدت حتى السحاب! ارتجف من الدهشة، و قرر أن يتسلق الشجرة وبدأ يصعد أعلى فأعلى، حتى وصل إلى مملكة غريبة في السماء.

في منزل حجري ضخم، التقى زيد بزوجة عملاقٍ مُرعب، توسل زيد قائلًا: "أرجوكِ، هل لي ببعض الطعام؟ لقد تسلقتُ مسافةً طويلةً وأنا جائعٌ جدًا." أعطته المرأة الطيبة خبزًا وحليبًا.

لكن في تلك اللحظة، بدأت الأرض تهتز، كان العملاق عائدًا إلى منزله! اندفع زيد خلف الموقد بينما دوّى صوتٌ وحشيّ في القاعة
في، في، فو، فَم، أشمّ رائحة دم رجل ! سواءً كان حيًا أو ميتًا، سأطحن عظامه لأصنع خبزي.


قالت زوجته: "لا تكن سخيفًا، لا يوجد ولد هنا"، تذمر العملاق لكنه جلس ليأكل وجبته، وفتح كيسًا مليئًا بالعملات الذهبية، عدّها بعناية، ثم نام. انتهز زيد الفرصة، فتسلل للخارج، وسرق كيس الذهب، وتسلق شجرة الفاصولياء، و نول الى المنزل ففرحت والدة زيد بعودته  بحيث سيعيشان حياةً هنيئةً و مريحه لبعض الوقت.
لكن سرعان ما عاد الجشع والفضول الى زيد، فتسلق  شجرة الفاصولياء مجددًا، عائدًا إلى منزل العملاق، أشفقت عليه زوجة العملاق مرة أخرى وأعطته طعامًا. لكن قبل أن يُنهي زيد كلامه، هزّت خطوات الأقدام المدوية الأرض مجددًا، اندفع العملاق إلى الداخل وهو يزأر:

هاه هاه آخخ
أشمّ رائحة دم رجل!
سواءً كان حيًا أو ميتًا،
سأطحن عظامه لأصنع خبزي!

هدأته زوجته مرة أخرى، فأكل حتى شبع، ثم أخرج دجاجة وصرخ قائلًا: "بيضي!"، وضعت الدجاجة بيضة ذهبية فاندهش زيد و تعجب من الأمر. وعندما نام العملاق، انتزع زيد الدجاجة وهرع إلى أسفل شجرة الفاصولياء، و نزل ففرحت أمه، لكنها حذرته ألا يتسلق الشجرة مرة أخرى.

بعد أيام، تغلبت جرأة زيد عليه، صعد مرة أخرى إلى القلعة بين السحاب، قدمت له زوجة العملاق، رغم حذرها، الطعام مرة أخرى، لكن سرعان ما اقتحم العملاق الباب بقوة وهو يزأر:

هاه هاه آخخ
أشمّ رائحة دم رجل!
سواءً كان حيًا أو ميتًا،
سأطحن عظامه لأصنع خبزي!

"لا تكن سخيفًا!" قالت زوجته، على الرغم من أن عينيها كانتا تتجهان نحو مكان اختباء زيد.

في تلك الليلة، وبينما كان العملاق يشخر، تسلل زيد إلى غرفته فرأى قيثارة ذهبية تعزف موسيقى بمفردها، مدّ يده، لكن القيثارة صاحت فجأة: "النجدة يا سيدي! هناك ولد يحاول أن يسرقني!"، استيقظ العملاق بسرعة و هو غاضب وطارده، هرب زيد و نزل من شجرة الفاصولياء، والقيثارة بين ذراعيه.

عندما ارتطمت أحذية زيد بالأرض، نادى أمه على عجل: "أحضري لي الفأس!" أمسك بها وضرب بها بكل قوته، قاطعًا ساق شجرة الفاصولياء، فانكسرت الشجرة وتمزقت أغصانها فانفلق الساق الضخم إلى نصفين،  فسقط العملاق من السماء على الأرض  حيث دوى  ارتطامه بالأرض بقوة .

منذ ذلك اليوم، عاش زيد ووالدته في راحة وسلام و هناء، وكان قلبهما مليئا بالامتنان والفخر للمغامرة الغريبة التي غيرت حياتهما إلى الأبد.



في النهاية نتمنى أن تنال هاته القصص الثلاث إعجابكم، و أن تخبرونا أيها أعجبتكم كثيرا، هل قصة أندروكلس و الأسد الوفي، أم قصة الدببة الثلاث، أو قصة زيد و شجرة الفاصوليا العجيبة؟ أخبرونا في التعاليق.