-->

قصص اطفال تعليمية

قصص اطفال تعليمية
قصص اطفال تعليمية


قصص اطفال تعليمية هي قصص هدفها تعليم الأطفال جميع القيم و الأعمال الحسنة و الجيدة التي تجعل منه طفل سوي و صالح، إن القصص التعليمية للاطفال طريقة جيدة ومناسبة لجعل الطفل يدرك الأمور الصالحة و يصبح بفضلها يميز مابين الخير و الشر.

التسامح هو من أجمل الصفات التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان وهو مفتاح للسعادة والهدوء الداخلي، عندما نختار أن نسامح الآخرين، نفتح قلوبنا للمحبة والنقاء، ونتخلص من مشاعر الحزن والغضب. 
التسامح يعني أن نتجاوز أخطاء من حولنا، وندرك أن الجميع عرضة للخطأ، تماماً كما نخطئ نحن أحيانًا عندما نتسامح نشعر بعبء أقل وسعادة أكبر، ونقرب أصدقاءنا وأحبائنا منا. تخيل أنك تشعر بالانزعاج من أحد أصدقائك، كيف سيكون شعورك إذا سامحته ورأيت ابتسامته تعود إليه؟ هذا هو سحر التسامح، فهو يقرب القلوب ويعزز الروابط بين الناس، التسامح يمنحنا القوة لنبدأ من جديد دون أن نحمل ضغينة، ويعلمنا أن الحياة تصبح أجمل عندما نتجاوز الأخطاء الصغيرة ونواصل السير نحو الأمام.

قصص تعليمية للأطفال

إليكم أعزائي القراء ثلاث قصص تعليمية قصيرة عن التسامح الذي هو من الشيم الحميدة الذي يجب على أطفالنا تعلمه و العمل به في المستقبل.

كريم يسامح صديقه

في قرية هادئة، كان هناك ولد صغير يُدعى كريم، كان يحب اللعب مع أصدقائه، لكنه كان يغضب بسرعة إذا ارتكب أحدهم خطأ في اللعب أو إذا شعر بالضيق من تصرفاتهم، في أحد الأيام، أثناء لعبهم كرة القدم، قام صديقه علي بعرقلته عن غير قصد، فسقط كريم على الأرض واشتعل غضبه، ورفض مواصلة اللعب عندما عاد إلى منزله، لاحظت جدته حزنه وسألته عما حصل، روى لها كريم ما حدث، وكيف أنه لا يريد أن يسامح علي، ابتسمت الجدة بحب وقالت: "يا كريم، هل تعلم أن التسامح يخفف من هموم القلب ويقرب الأصدقاء؟" فسألها كريم باستغراب: "لكن، جدتي، علي ضايقني، لماذا يجب أن أسامحه؟"

أجابت الجدة بلطف: "يا كريم، عندما تسامح، فإنك تتخلص من عبء ثقيل على قلبك، التسامح ليس علامة على الضعف، بل هو دليل على قوتك وكرم قلبك، أصدقاؤك قد يخطئون أحيانًا دون قصد، وإذا سامحتهم، ستجد نفسك محاطًا بالحب والاحترام."
فكر كريم في كلمات جدته وأدرك مدى حكمتها، قرر في اليوم التالي أن يسامح علي، وعندما التقيا، ابتسم كريم وقال: "لقد سامحتك، علي، أنت صديقي،" شعر علي بالسعادة تغمره ، واعتذر له بصدق، عادت صداقتهما أقوى من ذي قبل، وتعلم كريم درسًا مهمًا عن التسامح وكيف يمكن أن يجعل الحياة أجمل، منذ ذلك الحين أصبح كريم يشجع أصدقاءه على التسامح، وذاع صيته بينهم كصاحب القلب الكبير.

سماحة الأصدقاء

في قرية صغيرة، كان هناك صديقان حميمان يُدعيان أحمد وسعيد، كانا يقضيان أيامهما معًا، يتشاركان في اللعب والمغامرات، في أحد الأيام، قررا الخروج للتنزه في الغابة القريبة، بينما كانا يمشيان، تعثّر أحمد وسقط في حفرة صغيرة، مما تسبب له بألم في ساقه، ضحك سعيد من الموقف، لكنه لم يقصد الإساءة، بينما شعر أحمد بالضيق واعتقد أن سعيد يسخر منه بدلاً من مساعدته.

عندما عاد أحمد إلى منزله، كان غاضبًا وقرر الابتعاد عن سعيد لبعض الوقت، لاحظ والده تغير حالته وسأله عن السبب، روى له أحمد ما حدث، وكيف كان يتوقع من صديقه أن يساعده بدلاً من الضحك عليه، ابتسم الوالد وقال: "يا بني، الصداقة الحقيقية تحتاج إلى التسامح، قد يخطئ صديقك أحيانًا، لكنه قد لا يقصد الإساءة، بقلبٍ متسامح، يمكنك أن تمنحه فرصة جديدة."
فكر أحمد في كلمات والده وأدرك أنه ربما أساء فهم سعيد، في اليوم التالي، ذهب إلى سعيد وقال له: "أعلم أنك لم تكن تقصد مضايقتي، وأسامحك على ما حدث،" شعر سعيد بالارتياح واعتذر، وطلب من أحمد أن يعودوا أصدقاء كما كانوا.
إستأنف الصديقان لعبهم معًا، وتعلم أحمد أن التسامح يمكن أن يزيل أي مشاعر سلبية، وأن الصداقة الحقيقية تحتاج دائمًا إلى قلوب متسامحة وقادرة على العفو.

درهم التسامح

في بلدة نائية، كان هناك طفلان صغيران يُدعيان سامر وراشد، كانا جيرانين وأصدقاء في آن واحد، يقضيان كل يوم معًا في الحقول ويستمتعان بوقتهما، في أحد الأيام، عثرا على درهم قديم لامع وسط التراب أثناء اللعب، فابتهجا وقررا أن يتقاسماه، لكن سامر أراد الاحتفاظ  بالدرهم لوحده بالكامل، مما جعل راشد يشعر بالحزن والغضب.
عاد راشد إلى منزله وهو حزين، وعندما لاحظت والدته ضيقه، سألته عن السبب، فأخبرها بما حدث مع سامر، وكيف شعر بأن صديقه استحوذ على الدرهم دون أن يأخذ مشاعره في الاعتبار، ابتسمت والدته وقالت: "يا بني، ربما كان سامر متحمسًا جدًا للعثور على الدرهم ونسي الاتفاق بينكما، تذكر أن التسامح هو أقوى من أي شيء، فهو يجعلنا سعداء ويعيد الألفة بين الأصدقاء.
في اليوم التالي، قرر راشد أن يسامح سامر، فذهب إليه وقال: "شعرت بالحزن بالأمس، لكنني أدركت أننا أصدقاء، وأريد أن نبقى كذلك." شعر سامر بالخجل من تصرفه واعتذر لصديقه، ثم أعطاه نصف الدرهم. عادت الأجواء المرحة بينهما، واستأنفا اللعب والضحك معًا.
منذ ذلك اليوم، تعلم الصديقان أن التسامح هو المفتاح الذي يحافظ على صداقتهما، وأن قيمة الصديق أغلى من أي شيء مادي.

في الختام، يعتبر التسامح من القيم العظيمة التي تضفي جمالًا وبساطة على حياتنا، عندما نختار أن نسامح، نفتح قلوبنا لمشاعر السلام والمحبة، ونبني علاقات قوية مع الآخرين، يساعدنا التسامح على تحقيق السعادة الحقيقية، ويذكرنا بأن الأخطاء جزء طبيعي من الحياة، وأن الجميع معرضون للخطأ.
لذلك، من المهم أن نجعل التسامح جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، ونتعلم كيف نسامح حتى في الأوقات الصعبة، من خلال التسامح، يمكننا خلق بيئة مليئة بالحب والاحترام، مما يجعل كل يوم أجمل بقلوب صافية ومشرقة.