-->

من نوادر ابو دلامة: أبو دلامة يلزم المسجد

 من نوادر ابو دلامة: أبو دلامة يلزم المسجد
من نوادر ابو دلامة: أبو دلامة يلزم المسجد
من نوادر ابو دلامة: أبو دلامة يلزم المسجد



في هذا المقال سنتطرق لبعض من نوادر ابو دلامة، وهم على التوالي: أبو دلامة يلزم المسجد، و أبو دلامة يلزم بين مصلحتين، ثم قصة أبو دلامة و المهدي، نتمنى أن تنال هاته القصص إعجابكم.

نوادر أبو دلامة

قصة أبو دلامة يلزم المسجد

اتفق أن أبا دلامة تأخر عن الحضور بباب أبي جعفر أياما ثم حضر ، فأمر بإلزامه القصر ، وألزمه بالصلاة في مسجده ، ووكل به من يلاحظه في ذلك ، فمر به أبو أيوب المورياني وهو إذ ذاك وزير أبي جعفر ، فقام إليه أبو دلامة ودفع رقعة مختومة وقال : هذه مظلمة لأمير المؤمنين ، فأوصلها أعزك الله إليه بخاتمها ، فأخذها أبو أيوب ، فلما دخل على أبي جعفر أوصلها إليه فقرأها فإذا فيها :
الم تعلموا أن الخليفة لزمني بمسجده والقصر ، ما لي وللقصر
اصلي به الأولى مع العصر دائماً فويلي من الأولى وويلي من العصر
ووالله ما لي نية في صلاتهم ولا البر والإحسان والخير من أمري
ما ضره والله يصلح امره لو أن ذنوب العالمين على ظهري
فضحك المنصور وأمر بإحضاره ، فلما حضر قال : هذه قصتك ؟ قال : دفعت إلى أبي أيوب رقعة مختومة أسأل فيها إعفائي من لزوم الذي أمرني بلزومه ، فقال له أبو جعفر : اقراها ، قال : ما أحسن أن أقرأ ، وعلم أنه إن أقر بكتابته لها يحده بذكره الصلاة وتعريضه بها ، فلما رأه يحيد من ذلك ، قال له : يا خبيث أما لو اقررت لضربتك الحد ، ثم قال : لقد أعفيتك من لزوم المسجد ، فقال أبو دلامة : أو كنت ضاربي يا أمير المؤمنين لو أقررت ؟ قال : نعم ، قال : مع قول الله عز وجل " يقولون ما لا يفعلون " ، الشعراء . فضحك منه وأعجب من انتزاعه ، ووصله .

قصة أبو دلامة يجمع بين مصلحتين

ذات مرة مرض ولده ، فاستدعى طبيبا ليداويه وشرط له جعلا معلوما ، فلما برئ قال له : والله ما عندنا شيء نعطيك ، ولكن ادع على فلان اليهودي وكان ذا مال كثير بمقدار الجعل ، وأنا وولدي نشهد لك بذلك ، فمضى الطبيب إلى القاضي بالكوفة وكان يومئذ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وقيل : عبد الله بن _ شبرمة- وحمل إليه اليهودي المذكور ، وادعى عليه بذلك المبلغ ، فأنكر اليهودي فقال : لي بينة ، وخرج لإحضارها ، فأحضر أبا دلامة وولده ، فدخلا إلى المجلس وخاف أبو دلامة أن يطالبه القاضي بالتزكية فأنشد في الدهليز قبل دخوله بحيث يسمع القاضي : إن الناس غطوني تغطيت عنهم وإن بحثوا عني ففيهم مباحث
وإن نبثوا نبث بئارهم ليعلم قوم كيف تلك النبائت

قصة أبو دلامة والمهدي

كان لأبي دلامة بغل أعجف محطم هرم ، فدخل يوما على المهدي وبين يديه سلمة الوصيف ، فقال للمهدي : إني جعلت للخليفة مهرا ليس لأحد مثله ، أحببت ان أهديه لك ، فإن أحببت تشرفني بقبوله، فأمر المهدي بإدخال المهر ، فلما رآه قال لأبي دلامة : ويحك ! ألم تزعم أنه مهر ؟ فقال : أو ليس سلمة هذا تسميه وصيفا وله ثمانون سنة ؟ فإذا كان سلمة وصيفاً فهذا مهر.
فجعل المهدي يضحك ، وسلمة يشتم أبي دلامة.
وفي يوم من الأيام خرج المهدي إلى الصيد ، ومعه من أقاربه علي ابن سليمان ، فسنح لهما قطيع من ظباء فأرسلت الكلاب وأجريت الخيل ، ورمى المهدي سهما فأصاب ظبياً ، ورمى علي بن سليمان فأصاب بعض الكلاب فقتله ، فقال أبو دلامة :
شك بالسهر فؤاده قد رمي المهدي ظبياً
إن رمى كلبا فصاده وعلي بن سليما
امرئ يأكل زاده فهنيئاً لهما كل