-->

قصص اطفال مكتوبة قصيرة

 

قصص اطفال مكتوبة قصيرة



قصص اطفال مكتوبة و قصيرة هي من القصص المهمة و الضرورية للأطفال خصوصا في بدايات تعلمهم لقراءة القصص، لأنها تساهم في تقوية الإبداع لديهم و تحسن ملكة العقل و تتماشى مع قدراتهم الذهنية كونها قصص قصيرة وغير طويلة بحيث لن يشعروا بالملل من قراءتها.

قصص أطفال مكتوبة

تعتبر القصص المكتوبة للأطفال من النوع المحبوب لديهم و في نفس الوقت الأكثر إفادة لأنه يرسخ لديهم طريقة كتابة الجمل و الكلمات و ربطها ببعضها البعض و بالتالي فالطفل سيستفيد من فهم القصة و من طريقة كتابتها أيضا، و نقترح هنا قصة التاجر الطماع، وهي من القصص الجميلة و الهادفة.


التاجر الطماع

كان هناك تاجران صديقان، دائما ما يعاونان بعضهما على الكسب الحلال، وكان الله يبارك في تجارتهما كثيرا، لأنه يرى منهما التعاون وحرص كل منهما على الآخر. وفي يوم من الأيام اتفق الصديقان على توسعة تجارتهما التي كانت تقتصر على الخضروات والنياب، فقال أحدهما : لقد علمت أن تجارة الحبوب مربحة للغاية، وأننا إذا ما وضعنا ما لنا فيها أصبحنا من الفائزين.

وبالفعل دخل الصديقان في تجارة الحبوب، فاشتريا كميات كبيرة من الحبوب بكل ما لهما، وأخذا يبيعانه بالأسواق بكل جد ونشاط حتى رزقهما الله بالربح الوفير والذي عاد عليهما بمال أكثر مما توقعا وعلمت المدينة بأخبار ربحهما، مما جعلهما يخشيان على المال الذي قاما بجمعه.

فأخذا يفكران في مكان يضعان فيه مالهما خوفا عليه من اللصوص. اقترح أحدهما أن يخبنانه تحت الشجرة البعيدة عن المدينة حيث لا يعلم بهذا المكان أحد، وسيكون مالهما في مأمن.

وبالفعل بدءا يحضران حفرة عميقة تحت الشجرة ووضعا كل المال الذي ربحاه معا، وانصرف كل منهما على بيته ليأخذ بعض الراحة.

وبعد عدة أيام ذهب التاجران إلى الشجرة ليقسما الربح فيما بينهما وكانت المفاجأة، حيث أنهما لم يجدا المال، وقال أحدهما: لقد عرف اللصوص مكانه وسر قُوهُ في غَفْلَةٍ مِنا ، لابد أن تُعِيد مالنا. فقال الآخر ، إذن تعالى نذهب للقاضي ليشير علينا ماذا نفعل، ويمسك بهؤلاء اللصوص ويرجع لنا مالنا. اتجه الصديقان للقاضي الذي سمع قصتهما وهو ينظر لكل منهما. أحس القاضي أن السارق للمال قد يكون أحدهما وقد طمع في المال كله فقال القاضي لهما : غذا سنذهب جميعا عند الشجرة لنسمع شهادتها. الصرف التاجران ولم يفهما ما أراد القاضي أن يفعله، وفى الصباح ذهب القاضي والتاجران عند الشجرة، وهنا أخذ القاضي يسأل الشجرة ويطلب شهادتها : تكلمي أيتها الشجرة من الذي أخذ المال من تحتك؟ فوجئ الجميع أن الشجرة تتحدث وتقول للقاضي اللصوص أخذوا المال، اللصوص اخَذُوا المالَ، وَأَخَذَتْ تُكرر الجملة حتى طلب القاضي منها أن تكف عن الحديث.

نظر القاضي إلى التاجرين فوجد أحدهُمَا قَدِ انْهَارَ وبكى على ماله الذي سرق، بينما الآخر يقف صامتا يهدى صاحبه ويقول له: لا تحزن يا صديقي سيعوض الله علينا في تجارتنا القادمة. أمر القاضي من معه بحزق الشجرة التي رَأَى أَنها مَسْحُورَةً لأنها تتكلم ولا يمكن للشجر أن يتكلم.

وهنا فزع التاجر الذي كان يبدو عليه الهدوء، وأخذ يصرح: لا تحرقوا الشجرة.

استغرب صديقه التاجر، ولكن القاضي علم أن حيلته ستأتي بثمارها.

فأمرهم أن ينفذوا الحكم ويحرقوا الشجرة.

وما إن أخذت النار تشتعل بالشجرة حتى جرى التاجر الطماع وأخرج ابنه منها.

فقد كان هو سارق المال ليأخذ الربح كُلَّهُ لِنَفْسِهِ، وَوَضَعَ ابْنَهُ داخل الشجرة ليتحدث نيابة عنها وينفي التهمة عن أبيه.
حكم القاضي بالا يأخذ التاجر السارق من المال أي ربح، وتركه صديقه وانهى علاقته به لعدم أمانته وعلم التاجر الطماع أن الطمع لا يكسب صاحبه غير الخسران والحشرة الكبيرة.
العبرة : (لا تطمع فقد تفقد كل شيء)


قصص أطفال قصيرة

هذا النوع من القصص له فائدة كبيرة على الأطفال لأنه قصير و تسهل قراءته و فهمه وذلك لأن الطفل لا يزال في بداية تعلمه للقراءة و نقترح هنا قصة نفق الرياح و هي من القصص المشوقة و الرائعة للأطفال.


نفق الرياح

كانت البلدة السعيدة تقع في موقع متميز يختلف عن البلدان الأخرى، وخاصة أن ملكها كثيرًا ما يغدق بالنعم والمال على رعاياه مما جعلهم سعداء عن غيرهم.

كان الملك يُفكر كثيرا في تطوير أحوال بلدته وأهلها، ولكنه كان يرى أن ما ينغص حياة تلك البلدة هو هذا النفق الذي تُطل عليه البلدة، حيث تأتى رياح هَوْجَاءُ عَلَى البَلدَةِ مِنْهُ. كان الملك كثيرًا ما يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِسَدُ هَذَا النفق حتى ينتهي من كابوس الرياح الشديدة التي تهب على البلدة بين الحين والآخر.
ولأنه لا يأخذ قرارًا إِلا بَعْدَ أَخْذِ رَأَي كُلِّ وزرائه ومستشاريه، فقد جمع الملك رجاله وأخذوا يتناولون الحديث فيما يخص النفق، ورؤية الملك في سد هذا النفق للأبد. رَحِبَ الجَمِيعُ بالفِكْرَةِ بِاسْتِثْنَاءِ وَاحِدٍ مِنَ الوزراء، والذي قال للملك: يا مولاي أنا لا أريد أن نتسرع في اتخاذ مثل هذا الأمر، فقد يكونُ لَهُ عواقب لا نُدركها الآن.

لم ينتبه الملك كثيرا لرأي وزيره، وأمر بأن يحضر كل واحد من الرعية بخطب كثير ثم يذهب به إلى النفق، وفي سَاعَةِ واحدة يبدأ الجميع في وضع الحطب حتى يتم سد النفق بالكامل.

وبالفعل تم سد النفق، ولم تعد الرياح تهب على البلدة، ولكن حدث ما لم يتوقعَهُ أَحَدٌ. فعندما امتنعت الرياح أن تهب على البلدة بعد سد النفق، ضعفت النباتات ومات معظمها، كما تأثرت الحيوانات وهَاجَرَ بَعْضُهَا إِلَى بِلادٍ أُخْرى مجاورة، ولم تعد البلدة كما كانت قديما، بل
أصيبت بالكآبة والفقر.
شعر الملك أنه بسد النفق قَدْ أَضَرَّ بلدته بدلا مِنْ أن ينفعها، فأمر بتحطيم السد.
و هبت الرياح ثانية من النفق على البلدة و عادت الحياة السعيدة لها و لأهلها.
العبرة: (قد يكون ما نكره خير لنا)